الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة حرب ضروس داخل مؤسسة التلفزة التونسية: الادارة تتوعد والنقابة تعكس الهجوم

نشر في  09 سبتمبر 2015  (12:15)

أكد رئيس مدير عام التلفزة الوطنية مصطفى بن لطيف أن المؤسسة تتعرض منذ مدة لحملة تشويه و تضليل ومغالطات و تهجم ظالمة تشنها بعض الأطراف بهدف مغالطة الرأي العام و السلط العمومية وخلق اجواء من التوتر و ضرب كل توجه اصلاحي و عرقلة كل اجراء يهدد مصالح بعض اللوبيات ومواقعها..

واكد رئيس مدير عام التلفزة التونسية في بيان امضاه نهاية الاسبوع الفارط أنه ولئن فضلت ادارة المؤسسة لأشهر عدة التمسك بمقتضيات واجب التحفظ و الترفع عن الدخول في مهاترات تقوم على التجني وتفتقد لحد أدنى من المصداقية و من الضوابط الأخلاقية إلا أن تزايد وتيرتها في الفترة الأخيرة يفرض عليها حماية سمعة المؤسسة والتذكير بخياراتها وتوضيح بعض المعطيات وهي:

ـ انّ هذه الحملة تندرج في اطار مقاومة بعض اللوبيات و الأطراف المتموقعة في عدد من مفاصل المؤسسة بالتعاون مع بعض الأطراف الخارجية لكل ارادة اصلاح وتطوير وترشيد للحوكمة ومقاومة للفساد تهدد مصالحها و مواقعها وسلوكياتها التي تحمل بصمات حقبة طويلة من الإستبداد والإعتباطية وسوء التصرف.

ـ انّ المؤسسة سائرة في نهج الإصلاح و التطوير و أن الزوبعة التي يتم تحريكها من حين لآخر لن تثنيها عن عزمها على مقاومة سوء التصرف ومحاربة الفساد وفق رؤية هاجسها الأول ارساء قيم المرفق العام و بوصلتها خدمة المواطن و حقه في اعلام مهني موضوعي ومتوازن وما يقتضيه ذلك من تغليب للمصلحة العامة و من مهنية ونزاهة ونظافة يد.

وتؤكد على ما يلي:

ـ تمسكها بحرية التعبير و بالضوابط المهنية و الأخلاقية للمرفق العام وعزمها على محاسبة التجاوزات والممارسات المخلة بالقانون و بالضوابط المهنية و بسمعة المؤسسة بما فيها توظيف البعض لشبكات التواصل الاجتماعي للتشويه و الثلب والشتم و الهرسلة. وتمثل هذه الممارسات خرقا واضحا لمقتضيات القانون والأخلاقيات المهنية وانحرافا خطيرا عن قيم ومرجعيات حرية التعبير المتعارف عليها وطنيا ودوليا.

ـ تمسكها بفرض مقتضيات احترام الإجراءات والمبادئ القانونية المنظمة للمؤسسة والمحددة لحقوق وواجبات كل الأطراف داخلها و خارجها وفقا لما هو معمول به في الدول الديمقراطية.

ـ احترامها للعمل النقابي باعتباره حقا دستوريا ولكنها ستقاوم الإنحراف به وتوظيفه غطاء لتحقيق مآرب أخرى و تقديم مطالب تعجيزية ولتصفية الحسابات الشخصية وعرقلة كل عمل اصلاحي والحفاظ على الأوضاع القائمة و حماية الفساد و التجاوزات.

ـ سعيها الى الارتقاء بآداء المؤسسة من خلال العمل على تطوير مضامين برامجها و جودتها و تنوعها وتحسين وضعيات أعوانها و تطوير كفاءاتهم و تحديث التجهيزات خصوصا في اتجاه ارساء انتاج و بث بالتكنولوجيا عالية الدقة,

ـ عملها على تطهير وضعيتها المالية الصعبة و التي تمثل احد مكونات الإرث الثقيل للتسيير الإعتباطي الذي ميز خاصة حقبة طويلة تميزت بالاستبداد و استشراء الفساد.

النقابة تعكس الهجوم

من جهته استنكر محمد السعيدي الكاتب العام للنقابة الأساسية لاعوان الإدارة والانتاج والتقنيين بالتلفزة التونسية ما جاء على لسان مصطفى بن لطيف الرئيس المدير العام للتلفزة، موخرا بخصوص وجود لوبيات داخل التلفزة، معتبرا أن ذلك يدل على عجزه عن ازالة هذه اللوبيات ان وجدت، واخفاقه في القيام بالإصلاحات رغم مرور عام ونصف على تعيينه حتى ولو كانت بوادر اصلاح على الاقل.وفق تعبيره.

وأكد محمد السعيدي ان النقابة منحت بن لطيف اكثر من فرصة لكنه لم يكن في مستوى المسؤولية،حيث تراجعت نسب المشاهدة للتلفزة، مبينا أن هذا التراجع هو ما دفع بالنقابة للمطالبة بإقالته.

وذكر السعيدي أن البيان الذي اصدرته المؤسسة هو مجرد بيان نوفمبري ويعد مهزلة باتم معنى الكلمة فالبيان بطريقة صياغته الركيكة وبعباراته الفضفاضة اعاد الى الاذهان البيانات التي كان يصدرها نظام بن علي كلّما تعرض لانتقاد داخلي اوخارجي، وتساءل السعيدي عن الاطراف التي قصدها المديرالعام ببيانه مؤكدا انه اذا كانت داخل التلفزة فيا خيبة المسعى لأن المدير يعطي بذلك الدليل بانه ليس قادرا على ادارة المؤسسة وان كانت خارجها فهو لم تكن لديه الشجاعة والجرأة لفضح الاطراف المناوئة..

وافادنا السعيدي ان الانجاز الوحيد الذي حققه منذ تعيينه هو منع اعوان التلفزة من استعمال المصعد الذي يؤدي الى مكتبه، مضيفا ان التلفزة لم تشهد في اي وقت مضى حالة من الفوضى والمشاكل والاخطاء مثلما تشهده الان امام صمت مطبق للحكومة.

وتساءل محمد السعيدي عن السر الذي يجعل الرئيس المدير العام ينتظر طيلة سنة كاملة للقيام بالإصلاحات اللازمة، ووجه السعيدي رسالة الى الرئيس المدير العام مفادها: «أعلم السيد الرئيس المدير العام ان الحملة التي اقودها ضده هي حملة النقابة الأساسية لأعوان الإدارة والإنتاج والتقنيين بكل منتسبيها وخير دليل نتائج مؤتمرنا الأخير التي يعرفها الجميع والتي كانت من أولى برامجها اقالتكم من المؤسسة وفي النهاية اعلمك السيد الرئيس المدير العام وباعتبارك المسؤول الأول بالمؤسسة والآمر بالصرف انّ كل عملية سوء تصرف أو فساد فأنت شريك فيها وأتحداك في كل ما قلته ولو تملك أية ملفات فانا أدعوك لنشرها وفي النهاية أقول لك ان تشبثك بالكرسي لن ينفعك وأعلم جيدا انه لن ينفعك اللوبي الذي يقف وراءك ولن ينفعك التمسح على أبواب الأحزاب الحاكمة ولكننا لن نهدأ حتى تغادر مؤسستنا التي ستتعافى بمجرد رحيلك»

سناء الماجري